الجميع يستعد للحرب
الأحد 13 أكتوبر 2024
كل ما يجري في منطقتنا يشير إلى أن الصراع الجاري في فلسطين ولبنان سيتطور إلى حرب واسعة تضر بالجميع أمنيا وعسكريا واقتصاديا، ولن يقتصر تأثيرها على أطرافها المباشرين فقط، فالكل يجب أن يستعد لذلك عسكريا واقتصاديا، لأن نتنياهو سيمضي بالمنطقة حتما إلى مواجهة خاصة، وكل محاولات التهدئة فشلت على كل الجبهات، ما سيعطي الفرصة لنتنياهو لكي يوسع القتال دفاعا عن وجوده في السلطة دون أدنى اعتبار لما يمكن أن تتمخض عنه الحرب الشاملة حال وقوعها.
المنطقة إذا تشبه برميل بارود قابلا للانفجار في أية لحظة، ولا يدري أحد حجم الدمار الذي يمكن أن ينتج جراء انفجار هذا البرميل، لذلك بدأت غالبية الدول ترتيب أوراقها من جميع النواحي ووضع الخطط والخطط البديلة للتعامل مع اللحظة الخطيرة لا قدر الله. وبدأنا نسمع جملة اقتصاد حرب هذه الأيام، وهو ما يعني أن بعض الدول بدأت بالفعل وضع خطط اقتصادية للتعامل مع الحرب إذا وقعت، ونحن بطبيعة الحال جزء من هذه المنطقة نتأثر سلبا وإيجابا بما يقع فيها، ولابد أن يكون لدينا الاستعداد والخطط الضرورية للتعامل مع تلك المرحلة الخطيرة.
والاستعداد يجب أن يشمل مجالات عديدة أهمها ما يتصل بالأمن القومي لدول الخليج العربي مجتمعة وليس كل دولة على حدة، لأن منطقة الخليج العربي بالذات تقع في قلب الصراع، خصوصا في حال تدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر في هذه الحرب المحتملة. لابد إذا أن تتخذ دول الخليج العربي ترتيبات جماعية فيما يتعلق بحماية الحدود وحماية المجال الجوي بخطط جماعية ومنفردة، ولا يجب ترك أي شيء للظروف، خصوصا في ظل تطور أدوات الحرب واستخدام الطائرات المسيرة بشكل واسع خلال الصراع. لا نملك توصية محددة لنعرضها في هذا السياق، لكن لابد من الاستعداد الفعلي للتعامل مع ظروف الحرب القادمة بما يضمن المرور بأدنى خسائر من هذه الحرب حال تطورها.