سوريا والسوريون.. سلمتم وسلمت سوريا

سوريا والسوريون.. سلمتم وسلمت سوريا

سوريا والسوريون.. سلمتم وسلمت سوريا

الأحد 15 ديسمبر 2024

رحل نظام بشار الأسد عن سوريا الشقيقة، واحتفل السوريون ورقصوا في الشوارع فرحين بزوال ذلك النظام إلى غير رجعة، وهذا حقهم لا ينازعهم فيه أحد، وليس من حق أحد أن يملي عليهم ماذا يفعلون وماذا لا يفعلون، فسوريا بلدهم وهم من يقررون مستقبلها. لكن ما نريد أن نقوله للشعب السوري الشقيق يقع بين الخوف والرجاء، ذلك الخوف الساكن فينا وفي كثير من العرب نتيجة الأحداث التي وقعت في الكثير من الدول العربية خلال العشر سنوات الماضية، فكل الدول العربية التي سقطت فيها الأنظمة لم تعد حتى الآن، وحتى التي عادت وأخذت شكل الدولة كاملة المؤسسات لم تصل إلى الاستقرار التام.

لم تقم الدول العربية التي سقطت أنظمتها حتى الآن بسبب عدم الاتفاق والاختراقات الخارجية لهذه الدول، وهذا ما يجعلنا خائفين على سوريا ومستقبلها المنتظر. وقدر سوريا وشعبها أنها دولة في غاية الأهمية للقريب والبعيد، وهذا يجعل خوفنا عليها خوفا مضاعفا. ستنتهي الاحتفالات وستذهب السكرة وتأتي الفكرة ويبدأ الأهم وهو صياغة مستقبل الدولة السورية والمحافظة عليها كدولة موحدة وقوية في المنطقة. فهل سيتفق السوريون بكل فئاتهم ومكوناتهم على هدف واحد ويحتكموا إلى مجموعة من المبادئ والأسس في القلب منها بقاء الدولة السورية الموحدة؟ وكم سيحتاج السوريون من الوقت لكي يضعوا صيغة لبناء الدولة السورية بكامل مؤسساتها وأجهزتها؟ الإجابة على هذين السؤالين على أرض الواقع هي التي ستبين هل خوفنا على مستقبل سوريا له مبرراته أم لا. حفظ الله سوريا والسوريين من كل سوء.