نداء أهل القبلة.. أمة واحدة ومصير مشترك
الأحد 23 فبراير 2025
لابد أن نتأمل جيدا هذا العنوان أو هذا الشعار الجميل الذي تبناه المؤتمرون على أرض مملكة البحرين في مؤتمر الحوار الإسلامي – الإسلامي. لابد أن نتأمل هذا الشعار في ظل ما تمر به الأمة العربية والإسلامية من أوضاع استثنائية ومخاوف مصيرية ووجودية، ففي ظل ما تمر به الأمة من قلق وتوتر وإحساس بالخطر حول الحاضر والمستقبل، شاءت إرادة الله سبحانه وتعالى، وشاءت إرادة جلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة أن ينطلق ذلك النداء التاريخي من أرض البحرين الطاهرة، نداء أهل القبلة: أمة واحدة ومصير مشترك.
فلتتذكر الدنيا وليتذكر كل عربي ومسلم أن مملكة البحرين في تلك اللحظة التاريخية شديدة الحساسية احتضنت تجمعا عربيا إسلاميا؛ من أجل لم شمل الأمة من خلال معالجة الأسباب الجوهرية لكل أشكال الاختلاف وسوء الفهم في المؤتمر الذي جمع أهل الفكر والفقه لكي يتفقوا على خطط لإدارة الاختلاف والتعايش بين المختلفين، بدلا من تجاهل تلك الاختلافات. ولأن الاختلافات لن تزول وستبقى جزءا من حياة البشر، لابد ألا تكون سببا للفرقة والنزاع الذي يضر بالجميع، ولابد من تطبيق القاعدة الذهبية التي يرددها العقلاء عبر التاريخ وهي “نتعاون فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه”.
وإننا بعد انتهاء المؤتمر لندعو كل العلماء الأجلاء وأهل الفكر والفقه إلى اتخاذ ما تم الاتفاق عليه في بلدنا نقطة انطلاق نحو نبذ الفرقة وإدارة الاختلاف بالشكل الذي يجنب الأمة ألوان الشقاق؛ لمواجهة أخطار الحاضر والمستقبل.