إلى أين يأخذنا الذكاء الإصطناعي

إلى أين يأخذنا الذكاء الإصطناعي

إلى أين يأخذنا الذكاء الاصطناعي؟..

الثلاثاء 25 فبراير 2025

هل كان أحد منا قبل ٣٠ عاما يتخيل حجم التطور التكنولوجي والتطور في مجال الاتصالات والذكاء الاصطناعي الذي وصل إليه العالم الآن؟ هل كان يعتقد أحد أن الروبوت يمكن أن يحل محل الإنسان في هذا الكم من الوظائف التي تهدد أرزاق الفقراء وتضع المزيد من المال في حسابات الأغنياء؟ هل كان يتخيل أحد أن يتحول الذكاء الاصطناعي إلى كاتب مقالات عن أي قضية بل ويتحول الى شاعر يكتب عن الحب والحنين ؟

بالتأكيد لم يكن أحد يتخيل تطورا بهذا الحجم المخيف.

ولكن المخيف أكثر بل المرعب أكثر هو ما يمكن أن يحدث في العقود القادمة!

المخيف أكثر هو ما يمكن أن يفعله الذكاء  الاصطناعي في مجال الحروب وعالم القتل وعالم التجسس وانتهاك الأمن القومي وانتهاك أسرار الدول خصوصيات الناس ؟

ومما يزيد عدد هذه الأسئلة المخيفة ويزيد من قلق العالم هو خطورة ما يمكن أن يحدث في المستقبل ما يمكن أن نسميه حالة الغموض وعدم الوضوح حول الطريقة التي سيدير بها العالم هذا التطور المتسارع في مجال الذكاء الاصطناعي. فحتى الآن يبدو أن العالم لن يتفق على قوانين وأكواد أخلاقية لإدارة هذا التطور والتقليل من الاستخدام الضار والسلبي له على الدول والبشر!

وأكبر دليل على ذلك هو أن الولايات المتحدة أكبر دولة في العالم ومعها بريطانيا قد رفضتا التوقيع على مقررات مؤتمر باريس الذي عقد قبل فترة قصيرة من أجل الاتفاق على وسائل معينة لتقليل الضرر الذي يمكن أن ينتج عن استخدام الذكاء الاصطناعي.

وعلى الرغم من أن الدولتين قد ساقتا مبررات معينة لعدم توقيعهما على الاتفاق الا أن هذه المبررات بدت غامضة وغير مقنعة.

التطور التكنولوجي والعلمي ينبغي أن يسعد الإنسان أو يريحه أو يزيد من استمتاعه بالحياة ويخفف معاناته لا أن يكون أداة لملأ خزائن الأثرياء وقتل الفقراء وتكون النتيجة النهائية لهذه العملية هي أن الإنسان يقتل نفسه او يلغي نفسه لصالح الآلة!!