رمضان وطقوس رمضان

رمضان وطقوس رمضان

رمضان وطقوس رمضان

الأحد 02 مارس 2025

 

جاءنا شهر رمضان الكريم من جديد بطقوسه الجميلة، واستعد له الكبار والصغار ككل عام كموسم للخير والعطاء والمودة وشحن النفوس بجرعة إيمانية وإنسانية لبقية العام، وكأننا بالفعل ندخل مدرسة رمضان لنقوم بتربية أنفسنا أو إجراء عملية صيانة وإحياء للروحانيات التي تتعرض خلال بقية العام للضعف وسط زحمة الحياة وسرعتها وطغيان المادة على الناس. وتتشابه طقوس استقبال رمضان في جميع الدول العربية والإسلامية، خصوصا فيما يتعلق بالتزاور وإنهاء الخصومات بين الناس لكي يتخرج الجميع في نهاية الشهر من مدرسة رمضان بجرعة نفسية وأخلاقية تعينهم على الحياة في بقية العام. ونحن في البحرين نموذج معروف فيما يتعلق بعادات وطقوس هذا الشهر الفضيل التي لم تتغير على مدار تاريخنا، فالبحرين تتحول في هذا الشهر إلى أسرة واحدة من خلال عاداتها ومجالسها التي تقوي أواصر الحب والمودة، وتحافظ على تقاليدنا وتماسكنا على مر العصور.

لكن وسط أجواء قدوم رمضان واحتفالات الكبار والصغار وقيام الأطفال بتعليق الزينة هنا وهناك في العالم العربي والإسلامي، رأيت مشاهد لأطفال غزة التي تحولت إلى أكوام من الركام، وعلى قدر ما تألمت لرؤية هذه المشاهد إلا أنها ذكرتني بقول أبي القاسم الشابي “إذا الشعب يوما أراد الحياة.. فلابد أن يستجيب القدر”، فأطفال غزة لم يجدوا جدرانا ليعلقوا عليها الزينة والفوانيس كبقية الأطفال في العالم الإسلامي بعد أن هدمت كل الجدران تحت القصف الإسرائيلي.

ولكن رغم ذلك رأيت هؤلاء الأطفال يبحثون بين الركام عن أية قطعة من الحديد لكي يعلقوا فيها زينتهم ويكتبوا عبارات تعبر عن احتفائهم بقدوم الشهر الكريم، فيالهم من أطفال.
وسط الركام ووسط البرد وصعوبة كل شيء يصر هؤلاء الأطفال على الاحتفال بشكل مدهش حقا، فياله من شعب عظيم ذلك الشعب الفلسطيني الذي لا ينكسر أبدا.